نشرت إحدى الصحف مقالاً تتحدث فيه عن حالة ثلاث أشخاص قاموا بتناول جرعة كبيرة من عقار الهلوسة ”إل إس دي LSD“ وكيف أثرت هذه الجرعة على أجسامهم، من بين هذه الحالات لدينا تلك المرأة التي تناولت عن طريق الخطأ 550 ضعف الجرعة المعتادة من عقار LSD.
استُخدم هذا العقار في الآونة الأخيرة لعلاج الإدمان واضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب لكن بجرعات صغيرة، كما تقول بعض الدراسات بتجربة هذا العقار ولكن بإعطاء جرعات طبيعية منه، أي أن الباحثين لا يعطون الناس جرعات كبيرة من هذا العقار لمعرفة ما سيحدث لهم!
ولكن ومع هذا هناك حالات لأشخاص تناولوا جرعات كبيرة من هذا العقار من تلقاء أنفسهم، لذلك قام بعض الباحثون بدراسة هذه الحالات ومراقبتهم عن كثب لمعرفة الآثار الناجمة عن تناول جرعات زائدة من عقار LSD.
نشرت مجلة «الدراسات حول الكحول والمخدرات» حالة فتاة تعاني من اضطراب ثنائي القطب، لكن بعد تناولها لجرعة زائدة من عقار LSD، كانت النتائج جيدة بشكل مفاجئ! علماً أن هذه الفتاة كانت تعاني في الماضي من الهلوسة والبارانويا والاكتئاب الشديد والهوس، كما أنها عاشت حياة مضطربة واضطرت للانتقال من عدة مدارس بسبب سلوكها المدمر عندما كانت في عمر الـ 13.
وفي عام 2000 عندما كانت في الـ 15 من عمرها حضرت هي وأصدقائها حفلة وتناولت هي و19 شخص جرعة زائدة من العقار بسبب خطأ ارتكبه المورد، حيث كان من المفترض أن يزودهم بجرعة 100 ميكروغرام لـ 20 شخص ولكنه أعطاهم جرعة 1000 ميكروغرام سائلة، شربت هذه الفتاة جرعتها كما أنها شربت ما تبقى من زجاجات الآخرين.
وبحسب ما رواه الحاضرون هناك كان سلوكها خلال الساعات الـ 6 القادمة غريباً، حيث اعتقد الناس أنها أصيب بنوبة أثناء استلقاءها على الأرض أخذةً وضعية الجنين ومغلقة قبضتيها بإحكام لدرجة أنهم استدعوا سيارة إسعاف، ومع ذلك كتب مؤلفو هذا المقال ”لم يكن من الواضح ما إن كانت فاقدة للوعي أو أنها كانت منغمسة بتجربتها هذه“.
وعندما قام المشرفون على كتابة هذا المقال بزيارتها في المستشفى أخبرهم والدها أنها قالت له: ”لقد انتهى الأمر“، في البداية اعتقد أنها تعني أنها تتكلم عن هفوتها هذه ولكنها لاحقاً أخبرته أنها تقصد بجملتها هذه اضطراب ثنائي القطب.
ولكن علينا الأخذ بالاعتبار أنه لا يمكننا معرفة الكثير من المعلومات من حالة واحدة، ولكن بحسب الأخصائيون المسؤولون عن حالتها فإنها قد أظهرت تحسناً كبيراً بعد تناولها لهذه الجرعة الزائدة، وقد وصفوا حالتها على مدار عدة سنوات بأنها ”مستقرة في الوقت الحالي“ على الرغم من انسحاب العقار بشكل كامل من جسدها، وهو أمر غريب فلم تظهر عليها أي من أعراض اضطراب ثنائي القطب كالاكتئاب والهوس لمدة 13 عاماً، حتى أنها أصيبت باكتئاب ما بعد الولادة بعد ولادة أطفالها.
كتب المؤلفون: ”يوثق تقرير هذه الحالة تحسناً كبيراً في أعراض الحالة المزاجية كانخفاض أعراض الهوس بعد تناول جرعة زائدة من عقار إل إس دي، واستمرت هذه التغيرات لمدة عشرين عاماً تقريباً“.
أما الحالة الثاني فهي قصة امرأة تناولت جرعة زائدة من عقار LSD في إحدى المهرجانات، حيث شربت نصف كوب (حوالي 500 ميكروغرام) عن طريق الخطأ، كانت هذه المرأة حامل في أسبوعها الثاني ولكنها لم تكن تعلم، لحسن حظها لم يظهر الفحص أي أثر سلبي للجرعة عليها أو على جنينها.
الحالة الثالثة هي لامرأة في الأربعينيات من عمرها قامت باستنشاق 55 ملليغرام من عقار LSD النقي معتقدةً أنه كوكايين، تعادل هذه الجرعة التي استنشقتها 550 ضعفاً من الجرعة الطبيعية.
تمكنت هذه المرأة من طلب المساعدة، وبعد ساعة من تعاطيها بدأت بالتقيؤ، واستمرت كذلك حتى أثناء فقدانها الوعي لمدة 12 ساعة.
ذكر الكاتب المتابع لهذه الحالة بأنها ”قد شعرت بارتياح كبير خلال الساعات الـ 12“ (مع فترات التقيؤ المتقطعة). كما قالت زميلتها في السكن أنها جلست على كرسي وعيناها إما مفتوحتان أو مغلقتان وفمها مرتخي، كانت أحياناً تتحدث بصوت غير مفهوم وتتقيأ كثيراً، وبعد مرور عشر ساعات كانت قادرة على التحدث.
وبعد هذه الجرعة الزائدة حدث شيء غريب لهذه المرأة، كانت تأخذ المورفين لمدة عشر سنوات للتقليل من الآلام التي تشعر بها في قدمها، ولكنها توقفت عن تناوله لأنها لم تعد تشعر بالألم حتى وبعد انسحاب العقار من جسدها، وعندما عاد شعور الألم استخدمت المورفين ولكن هذه المرة بجرعات صغيرة، كما أنها كانت تتناول جرعات صغيرة من عقار LSD بانتظام، وفي النهاية توقفت عن تناول المورفين معتقدةً أنه لم يعد ضرورياً.
ولكن على الرغم من أن هذه الحالات الثلاث تبدو بغاية الإثارة والأهمية إلا أنها ليست سوى قصصاً وروايات غير مؤكدة وغير كافية لبدء إجراء تجارب سريرية لاكتشاف العلاجات المحتملة التي تقدمها الجرعات الزائدة من هذا العقار لذلك مهما كانت الأسباب لا تجربوها في المنزل فهي ليست آمنة.
TTT