لم يكن لدى (نيك) و(بوب إركولين) أدنى فكرة أنهما سيصبحان أحد أشهر الزوجان في عصر الهيبي عندما سافرا إلى وودستوك عام 1969.
عندما توجه (نيك) و(بوبي إركولين) إلى وودستوك عام 1969، كانا مجرد شابان واقعان بغرام بعضهما البعض، ولكن قام أحد المصورين بالتقاط صورة للحظة شاعرية جمعتهما معاً وانتهى الأمر بهذه الصورة لتصبح غلاف ألبوم مهرجان (وودستوك) ناشرين حبهم في جميع أنحاء العالم.
الآن وبعد مرور 50 عاماً على هذا المهرجان الأسطوري لا يزال (نيك) (بوبي إركولين) واقعان في الحب، إليكم قصة هذين الزوجين:
مهرجان وودستوك الموسيقي عام 1969
منذ أكثر من 50 عاماً سمع (نيك إركولين) وصديقته (بوبي كيلي) عن مهرجان موسيقي وأطلق عليه اسم ”مهرجان وودستوك“، حيث أصبح هذا المهرجان في وقت لاحق أحد أهم الأحداث الموسيقية الأسطورية على الإطلاق وذلك بفضل ثقافة الستينات المضادة في أمريكا.
استمر هذا المهرجان لمدة 3 أيام من 15 إلى 18 أغسطس عام 1969، تميز هذا المهرجان بمواهب وعروض موسيقية رائعة، كان من بينها (كارلوس سانتانا) و(ريتشي هافنز) و(واس) و(جانيس جوبلين) و(جوان بيز) و(جيمي هندريكس).
قال منظمو المهرجان أنهم استعدوا لاستقبال حوالي 150 ألف شخص، ولكنهم تفاجئوا بعدد الحاضرين الذي بلغ 400 ألف شخص وربما أكثر، معظم الحاضرين كانوا من عشاق موسيقى الشباب المناهضة للحرب، وبفضل هذا الحشد الكبير، أصبح مهرجان (وودستوك) من أشهر المهرجانات في تاريخ ثقافة البوب.
لم يكن لدى الحاضرين الذي احتشدوا في مزرعة في بلدة بيثيل-نيويورك أدنى فكرة أن المهرجان الذي سيحضروه سيكون ضخماً، حتى أن (بوبي) و(نيك أركولين) اللذان أصبحا رمزاً شهيراً بين جماعة الهيبيز لم يدركا ما هما مقبلان عليه.
في ذلك الوقت كان هذان العاشقان مسافران لمدة 10 أسابيع عندما سمعا بأخبار المهرجان القادم، لذلك قررا التوجه إلى هناك بصحبة أصدقائهم (كاثي ويلز) و(جيم كوركوران) و(مايك دوكو) بسيارة والدة (كوركوران) العائلية من طراز إمبالا عام 1965.
لم يكن المهرجان كما توقعا ومع ذلك لم يغير هذا الأمر من كونه مرحلة فاصلة في التاريخ الموسيقي، فبغض النظر عن المرافق الغير الكافية وسوء التنظيم إلا أن كل هذه المشاكل الصغيرة بدت غير مهمة عند سماع هذه العروض الموسيقية الخاطفة للأنفاس.
فبحسب ما قالته (بوبي): ”كانت المياه تنقطع وبحلول يوم الجمعة كان الطعام قد نفد، كما كان الجو سيء للغاية، ولكننا لم نسمع بأي حادثة عنف واحدة على الرغم من احتشاد 450 ألف شخصاً، هذا مذهل جداً! يبدو أن العالم بحاجة للمزيد من مهرجان وودستوك“.
لم يكن لدى (بوبي) و(نيك) أدنى فكرة بأن هذا المهرجان سيجمعهما معاً إلى الأبد
لم يكن (بوبي) (ونيك إركولين) يدركان أن رحلتهما هذه ستنتهي بوضع صورتهما على غلاف ألبوم (وودستوك). وبالكاد يتذكر هذان الزوجان لحظتهما الشهيرة هذه بعد مرور أكثر من 50 عاماً على التقاطها.
قال (نيك) متذكراً ذلك الصباح الذي مر عليه عقود من الزمن: ”استيقظت صباحاً ووقفت لأعانق صديقتي، حتى أنني صدقاً لا أتذكر اللحظة التي تم بها التقاط هذه الصورة“.
قام المصور (بورك أوزيل) بالتقاط هذه اللحظة الحميمة خلال إحدى صباحيات المهرجان الضبابية، ولم يكتشف (نيك) و(بوبي) صورتهما الشهيرة هذه إلا بعد مرور عام على المهرجان أثناء استماعهما لألبوم (وودستوك) مع مجموعة من أصدقائهم.
أصبح هذان الزوجان رمزاً لهذا المهرجان الموسيقي الذي استمر لمدة 3 أيام دون تسجيل أي حركة عنف باستثناء حادثين كارثيين.
لم يصدق (نيك) و(بوبي) أعينهما عند رؤيتهما لصورتهما على غلاف ألبوم المهرجان الموسيقي، ومنذ تلك اللحظة أصبحا يعرفان باسم ”زوجي ألبوم وودستوك“، وعلى الرغم من أنهما لا يتذكران الكثير من ذلك اليوم إلا أن المصور (بورك أوزيل) الذي التقط هذه الصور يتذكر تلك اللحظة بوضوح.
ووفقاً لما يتذكره (أوزيل) كانت المغنية الأمريكية (غراس سليك) تغني بينما كان الحاضرون يستيقظون من نومهم.
قال (أوزيل) في مقابلة أجرتها معه مجلة (سيشمونيان) عام 2009: ”وقف الشاب وعانق صديقته بطريقة سحرية“، وعندما بدأ هذان العاشقان بتبادل القبلات وجد (أوزيل) نفسه يضغط على زر كاميرته ويلتقط الصور لهما وانتهى الأمر بهذه الصورة لتصبح من أكثر أعمله شهرة حتى يومنا هذا.
علاقة زوجية دامت 50 عام
تزوج الاثنان بشكل رسمي عام 1971 وعملت بوبي ممرضة مدرسية بينما أصبح (نيك) نجاراً وأنجبا طفلين.
كان الزوجان قد نسيا أمر هذه الصورة إلى أن اتصلت بهم مجلة (لايف) لكتابة مقال عنهما في عام الذكرى العشرين لمهرجان (وودستوك) الشهير عام 1989، عبر الزوجان عن حزنهما الشديد بسبب خيبة الأمل التي يشعر لها عشاق هذا المهرجان.
قالت بوبي: ”بعد سماع قصتنا اعتقد أن بعض الناس شعروا بخيبة أمر كبيرة لأننا لسنا…“، وأكمل زوجها (نيك) جملتها قائلاّ: ”هيبيين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى“.
وقالت بوبي: ”لم نكن رمزاً للثورة أو من محبي السلام، فقد كنت مجرد فتاة ريفية وكان بوبي مجرد طالب جامعي يعمل بوظيفتين“.
يستمتع هذان الزوجان بفترة تقاعدهما ويعملان دليلين سياحيين في متحف (بيثيل وودز)، كما أنهما يعيشان في باين بوش في نيويورك التي تبعد أقل من ساعة عن موقع المهرجان.
لا يزال الزوجان حتى هذه اللحظة مقربان من بعضهما البعض وتربطهما علاقة حب قوية، حتى أن صورتهما أصبحت رمزاً للحب بين عشاق الموسيقى في جميع أنحاء العالم.
قال (ويد لورانس) مدير متحف (بيثيل وودز): ”إنهما يرمزان للحب والتآزر الذي كان موجوداً في المهرجان، نحن محظوظون جداً لوجودهما معنا هنا لمشاركة قصتهما“.
وعلى الرغم من الأفكار الخاطئة التي ظهرت عند ظهور صورة غلاف ألبوم (وودستوك)، إلا أنها لا زالت تعني لهما الكثير ولها مكانة خاصة في قلبهما وفي منزلهما، حيث قاما بتكبير الصورة ووضعها فوق طاولة الإفطار.
قالت (بوبي): ”أنا أنظر لهذه الصورة كل يوم وأتذكر يوم لقائي بنيك ثم لحظة وقوعنا بالحب وكانت هذه اللحظة هي بداية لحياتنا السعيدة“.
TTT